عزيز عباس لـ «الشعب»:

« الحالة الصعبة للأندية سبب فشل المدربين في الجزائر ونجاحهم خارجها» 

حاوره : عمار حميسي

« لا  وجود لمدربين أجانب كبار  جاؤوا إلى البطولة الوطنية»

أرجع التقني الجزائري، عزيز عباس، نجاح وفشل المدربين في الجزائر الى معيارين: الاول متعلق بكفاءة المدرب والثاني مرتبط بالمحيط العام للنادي الذي قد يكون عاملا مؤثرا في عمل أي مدرب.
 يبقى المدرب الاجنبي صاحب الافضلية في البطولة، بحسب عزيز عباس، مقارنة بالمدرب المحلي الذي أصبح يمثل عقدة بالنسبة لرؤساء الاندية الذين يلجؤون إليهم من أجل كسب ود الأنصار.
لفت عزيز عباس الانتباه الى عدم نجاح المدربين في الاندية التي لعبوا فيها من قبل، وهو أمر ملفت للنظر رغم ان هناك بعض الاندية التي بدأت في منح الفرصة لأبنائها اللاعبين للتدريب على غرار بلعطوي في مولودية وهران وماضوي مع الوفاق.

(الشعب) لماذا ينجح المدربون في نادي ويفشلون في نادٍ آخر؟
عباس : نجاح وفشل المدربين في الجزائر يعود لمعيارين الاول متعلق بكفاءة المدرب والثاني مرتبط بالمحيط الذي يعمل فيه، وبخصوص العامل الاول فكفاءة المدرب تظهر من خلال النتائج والعمل الذي يحققه في الفريق الذي يتولى زمام عارضته الفنية وإن حقق نتائج مميزة و ظهرت لمسته على الفريق بالتأكيد سيحقق النجاح، أما إذا حدث العكس فالطبيعي هو إقالته وهو أمر اصبح مألوفا وعاديا في أنديتنا كما ان هناك عامل آخر وهو المحيط العام للنادي الذي قد لا يمنح الضمانات الكافية للمدرب من أجل النجاح رغم كفاءته وهو عامل سلبي لأنه يعطل تطور كرة القدم في الفريق المعني وهو ما ينعكس على آدائه في البطولة.
ماهو المعيار الذي يحدّد نجاح المدرب في البطولة ؟
** المحيط العام له الأثر الأكبر على مشوار المدرب في النادي لأن هناك عدة مدربين لهم كفاءة كبيرة لكنهم فشلوا في اندية ونجحوا في أخرى والسبب معروف وهو وجود العوامل المساعدة على النجاح كدعم الادارة وتوفير الامكانيات اللازمة، اضافة الى تحديد أهداف واضحة المعالم و تفادي الضغط على المدرب بعد كل نتيجة سلبية وهناك أدلة ملموسة وهو نجاح المدرب مواسة مع مولودية الجزائر، لأنه وجد عوامل النجاح والتي يبقى أهمها دعم الادارة بدليل ما حدث بعد هزيمة اتحاد الحراش، حيث سارعت ادارة العميد لاحتواء الوضع والتأكيد على دعم المدرب وهو ما جعل هذا الاخير يحضر في ظروف جيدة لمواجهة شباب باتنة، مما انعكس ايجابا على مستوى الفريق.
ماذا عن المدربين الاجانب الذين فشلوا في الجزائر ونجحوا خارج الوطن كبروس و رونار ؟
** في البداية لا يوجد مدربين أجانب كبار جاؤوا الى البطولة الوطنية وبخصوص بروس فهو مدرب مغمور و لم يكن معروفا، لكن اتضح انه مجتهد بدليل العمل الكبير الذي قام به مع منتخب الكاميرون وهنا نعود للمعيار المتعلق بالمحيط العام الذي لم يجده بتلك المثالية خلال اشرافه على شبيبة القبائل، عكس منتخب الكاميرون، حيث بدا واضحا ان الاتحادية الكاميرونية وفرت كل وسائل النجاح له بداية بالدعم المعنوي أمام اللاعبين، وهو ما يمنح سلطة اضافية للمدرب يجعله يتخذ قراراته بكل شجاعة و بدون تردد، عكس الوضع الذي يكون فيه المدرب لا يحظى بدعم الادارة المباشرة، مما يجعله يتردد خلال اتخاذ أي قرار مهما كان و بالنسبة لرونار فأنا لا اعتبره مثالا يمكن الاشارة إليه، لأنه مدرب منتخبات وهو ما اتضح من خلال النظر الى مسيرته التدريبية بدليل أنه لم ينجح حتى في فرنسا عندماأشرف على سوشو.
هل المدربونالأجانب والمحليين سواسية في البطولة من حيث توفير الامكانيات؟
** بالعكس المدرب المحلي يمثل عقدة بالنسبة لمسؤولي الاندية عكس المدربين الاجانب الذين يتم توفير لهم كل الامكانيات وهو الامر غير المفهوم بالنسبة لي لأن البطولة، كما قلت، لم تعرف قدوم مدربين كبار منحوا الاضافة لهما ما عدا القلة القليلة جدا وهنا يجب طرح السؤال لرؤساء الاندية الذين يجعلون غالبا المدرب المحلي كبش فداء عندما تسوء النتائج عكس المدرب الاجنبي الذي يتوفر على حماية كبيرة من طرف الفيفا وحقوقه لا تهضم.
لماذا لا يمنح رؤساء الاندية الفرصة لأبناء الفريق من أجل التدريب؟
** هذه الفرضية غائبة لدى رؤساء الاندية رغم وجود أمثلة ناجحة كخير الدين ماضوي الذي لعب في الوفاق ثم أصبح مدربه واليوم هناك مثال آخر في مولودية وهران و يتعلق الامر بعمر بلعطوي و هنا  رؤساء الاندية لا يفكرون بطريقة احترافية و نجاح المدرب مرتبط بنسبة كبيرة بالمحيط، كما قلت فماضوي و بلعطوي يحظيان بدعم كبير من رئيسي الوفاق و مولودية وهران، لكن الامور مختلفة في أندية أخرى وحدث لي شخصيا فرغم أنني ابن مدينة البرج إلا انني بعد ان دربت الفريق ورغم انني حققت نتائج جيدة تمت إقالتي بعد أول هزيمة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024